آريانا سعيد هي التهديد وليس الجنود الامريكيين

آريانا سعيد هي التهديد وليس الجنود الامريكيين
This post was published on the now-closed HuffPost Contributor platform. Contributors control their own work and posted freely to our site. If you need to flag this entry as abusive, send us an email.

في يوم السبت 19 اغسطس، احتفل الشعب الافغاني بالذكرى 98 للاستقلال من الاستعمار البريطاني. من بين هذه السنوات الطويلة، قضى الافغان حوالي اربعة عقود وهم يحاربون الجيش السوفيتي، ومن ثم جاءت الحرب الاهلية التي تلتها مباشرة الحرب على الارهاب.

هذا البلد المضطرب يعتبر من أهم التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة منذ عام 2001، وقد فشلت جميع الاستراتيجيات الهادفة لصنع السلام فيه حتى الآن. أنفقت الإدارات الأمريكية المتعاقبة مليارات الدولارات من أجل الأمن، ومع ذلك لا يزال السلام في افغانستان تحديا كبيرا للمنطقة والقوى العظمى.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر تغريدة على موقعه في تويتر في ذكرى استقلال أفغانستان قال فيها أنه قضى "يوما هاما في كامب دافيد مع جنرالاتنا وقادتنا العسكريين الموهوبين. تم اتخاذ عدد من القرارات، بما في ذلك حول أفغانستان."

بغض النظر عن القرارت التي اتخذها الرئيس ترامب ومساعدوه في كامب دافيد حول أفغانستان، والتي لم يرشح عنها شيء بعد، فإن الطريق أمام هذا البلد لا يزال طويلا، أكثر حتى من السنوات الأربع التي يقضيها ترامب في البيت الأبيض، قبل أن ينعم بالسلام والاستقرار. ولا تقتصر التحديات والمخاطر التي تواجه أفغانستان على تهديدات طالبان و داعش، لكن اللاعبين الإقليميين مثل باكستان وإيران وروسيا لهم علاقة أيضا بهذه التحديات، وهناك تقارير بأن الإيرانيين والروس يدعمون طالبان من أجل مواجهة داعش.

مواجهة الإرهابيين قد تكون سببا بالنسية لروسيا وإيران، لكن تصدير الإرهابيين إلى باكستان سبب مختلف تماما لتحويل أفغانستان إلى ساحة حرب كبيرة، ولا يمكن أن يكون الحل هو في زيادة عدد الجيش على الأرض.

بالنسبة للإيرانيين، في الوقت الذي يدعمون فيه جهود السلام، فإنهم في نفس الوقت قلقون من هذا النوع من السلام الذي يعتمد على الغرب. التنافس الإقليمي بين إيران والسعودية مستمر منذ فترة طويلة جداً حتى داخل أفغانستان حول التأثير على السنة والشيعة وتمكينهم.

إيران تبني الكثير من المساجد في أفغانستان لترويج الفكر الشيعي، والسعودية تبني الكثير من المساجد لترويج المذهب السني. إيران لا تستطيع أن تقبل بوجود دولة سنية أو علمانية على حدودها، وربما يكون استمرار الفوضى هو أفضل الخيارات بالنسبة للإيرانيين حتى الآن. من ناحية ثانية، إيران من أكثر الدول تأثرا بتجارة المخدرات القادمة من أفغانستان، وهناك تقارير تقول أن عدد الإيرانيين المدمنين على الأفيون وصل إلى أكثر من 4 ملايين. وتنفق الحكومة الإيرانية ملايين الدولارات كل عام على معالجة هؤلاء المدمنين من جهة وعلى قتال عصابات المخدرات من جهة أخرى. وحسب السجلات الرسمية فإن إيران أنفقت 700 مليون دولار لإحكام الحدود مع أفغانستان ومنع مرور المخدرات المتجهة إلى أوروبا والدول العربية ودول آسيا الوسطى، كما قتل حوالي 4.000 من الشرطة الإيرانية خلال السنوات ال 34 الماضية من قتال عصابات تهريب المخدرات على الحدود الأفغانية.

السلام جيد لأفغانستان، لكن تحولها إلى دولة علمانية ليس جيداً في راي القادة الإيرانيين. آريانا سعيد مطربة أفغانية شهيرة، وقد أقامت حفلة موسيقية في كابول يوم السبت 19 أغسطس احتفالا بذكرى الاستقلال. ورغم سوء الأوضاع الأمنية، فقد تمكنت الشرطة الأفغانية من تأمين حضور حوالي 10.000 شخص إلى الحفل الموسيقي بأمان. علماء الدين في إيران لا يزالون يناقشون، بعد 38 سنة من الثورة الإيرانية، فيما إذا كانت الموسيقى بحد ذاتها حرام أم حلال، ناهيك عن جواز أن تؤدي مطربة برنامجا فنيا أمام الناس تغني وترقص فيه –وهو أمر يعتبرونه حرام تماماً.

في الوقت الذي ننتظر فيه نشر معلومات عن استراتيجية ترامب في أفغانستان، فإن أفضل استراتيجية، في رأيي، هي الوحدة والحوار الوطني لتقريب جميع الأديان والطوائف والأعراق وقطع الطريق على النفوذ الأجنبي في البلد.

آريانا سعيد أكثر خطراً على الإرهاب والتطرف من الجنود الأمريكيين. کاملیا انتخابی فرد

Aryana Saeed Concert in Kabul

Aryana Saeed Concert in Kabul

Getty Images

Popular in the Community

Close

What's Hot